توفير الحلول الدائمة
تعمل المفوضية السامية للامم المتحدة
لشؤون اللاجئين بجدّ لحماية اللاجئين ومساعدتهم، ولكنّ هدفها النهائي يتمثل في العثور
على حلول تسمح لهم بإعادة بناء حياتهم.
ويعتبر إيجاد الحلول التي تمكّن اللاجئين
من أن يعيشوا حياتهم بكرامة وسلام جزءاً أساسياً من عمل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ، وقد تشمل العودة الطوعية
إلى الوطن وإعادة التوطين في البلد الثالث والإدماج.
قد تكون العودة الطوعية إلى الوطن حلّاً
للاجئين الذين اتّخذوا قراراً شجاعاً بالعودة إلى ديارهم. وتسعى المفوضية، جنباً إلى
جنب مع بلد المنشأ والمجتمع الدولي، إلى تسهيل هذا الخيار من خلال زيارات ”الذهاب والمشاهدة“
والتعليم والمساعدة القانونية ولمّ شمل الأسر.
بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستطيعون العودة،
إما بسبب استمرار الصراع أو الحروب أو الاضطهاد، تعتبر إعادة التوطين في بلد آخر أحد
الخيارات البديلة المتاحة. وللمساعدة على تنفيذ هذه العملية، نقدّم التوجيه الثقافي
والتدريب اللغوي والمهني، فضلاً عن فرص الحصول على التعليم والعمل. ومع ذلك، فإن أقلّ
من 1% من اللاجئين البالغ عددهم 20.4 مليون لاجئ تُعنى بهم المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في جميع أنحاء العالم، يقدّمون
طلبات لإعادة التوطين.
ويتمثّل الخيار البديل الآخر للأشخاص الذين
لا يستطيعون العودة إلى ديارهم في الاندماج بالمجتمع المضيف. وكثيراً ما تكون هذه العملية
معقدةً وتفرض شروطاً صعبة على الفرد والمجتمع المضيف في آنٍ معاً. ومع ذلك، فإنّ لها
عدداً من المزايا بما أنها تسمح للاجئين بالمساهمة في المجتمعات المضيفة اجتماعياً
واقتصادياً. على مدى العقد الماضي، أصبح 1.1 مليون لاجئ حول العالم مواطنين في بلدان
اللجوء.
المسارات التكميلية :
عندما تكون الحلول الدائمة غير قابلة للتحقيق
لكافة اللاجئين، يمكن للمسارات التكميلية مساعدة اللاجئين على الوصول إلى سبل الحماية
والحلول طويلة الأجل.
المسارات التكميلية هي سبل آمنة ومنظمة
تكمّل إعادة توطين اللاجئين ويمكن من خلالها قبول اللاجئين في بلد ما وتلبية احتياجاتهم
من الحماية الدولية، ليتمكنوا في الوقت نفسه من دعم أنفسهم للوصول إلى حل مستدام ودائم.
ولا تقدم هذه المسارات للاجئين بدائل عن اللجوء للوسائل غير النظامية والتحركات الخطيرة
التي تليها فحسب، بل إن من شأنها أيضاً تسهيل اكتساب المهارات التي يمكن أن تساعد اللاجئين
على التوصل إلى حل مستدام في المستقبل.
ولا يُقصد من المسارات التكميلية أن تحل
محل الحماية التي يتم منحها للاجئين في إطار نظام الحماية الدولية، بما في ذلك إعادة
التوطين، بل إنها تكملها، وتعد تعبيراً هاماً
عن التضامن العالمي والتعاون الدولي ومساهمة في تقاسم المسؤولية على نحو أكثر إنصافاً.
ويجب إعداد وتنفيذ المسارات التكميلية بعناية
بحيث يتم الحفاظ على حقوق اللاجئين واستمرار احتياجاتهم للحماية الدولية. تعمل المفوضية
السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص
والأوساط الأكاديمية والمنظمات الحكومية واللاجئين على تحديد وإنشاء وتوسيع المسارات
التكميلية للقبول في بلدان ثالثة والتي من شأنها تلبية احتياجات الحماية الدولية المستمرة
للاجئين.
قد تشمل المسارات التكميلية واحدة أو مجموعة
من الإجراءات التالية:
- برامج القبول الإنساني، والتي توفر للأشخاص المحتاجين للحماية الدولية حماية فعالة في بلد ثالث؛
- الكفالة المجتمعية للاجئين، والتي تتيح للأفراد أو مجموعة من الأفراد أو المنظمات الانخراط بشكل مباشر في جهود قبول اللاجئين عن طريق توفير الدعم المالي والنفسي والاجتماعي و/ أو ذلك المتعلق بالاستقرار، بهدف مساعدة اللاجئين الواصلين حديثاً للاندماج في بلد ثالث؛
- التأشيرات الإنسانية، والتي تُستخدم عادة لقبول الأشخاص المحتاجين للحماية الدولية في بلد ثالث حيث يتم منحهم فرصة التقدم بطلب رسمي للجوء؛
- لم شمل أفراد الأسرة، بما في ذلك أفراد العائلة الممتدة؛
- برنامج تنقل اليد العاملة، حيث يمكن للأشخاص من خلاله أن يدخلوا أو يقيموا في بلد آخر من خلال سبل آمنة ومنظمة لأغراض العمل، مع الاحتفاظ بالحق في الإقامة الدائمة أو المؤقتة؛
- برامج التعليم، بما في ذلك المنح الدراسية الخاصة والمجتمعية أو المؤسساتية، والتدريب، وبرامج التدريب المهني؛
- ويمكن استخدام طرق أخرى آمنة ومنظّمة تختلف عن تلك المذكورة أعلاه لقبول اللاجئين في بلدان ثالثة.
وتتمثل إحدى السمات الخاصة بالمسارات التكميلية
في أنه يمكن للاجئين الوصول إليها مباشرة، والاستفادة من المعلومات العامة المتاحة
والآليات الإدارية القائمة، وبالتالي تأمين حلولهم الخاصة. ويحدث ذلك الآن دون مساعدة
الجهات الإنسانية الفاعلة. في كل عام، يستخدم اللاجئون والأشخاص المؤهلون للحماية الدولية
السبل القائمة والتي لم يتم تصميمها كي يضطر اللاجئون لعبور الحدود. مع ذلك، وفي بعض
الأحيان، يتم منع أشخاص آخرين يمكن أن يكونوا مؤهلين، من خلال عوائق قانونية وإدارية
وعملية.
يجب أن تكون المسارات التكميلية جزءًا من
نهج تقدمي للحلول، مع استمرار الحماية والتقدم نحو التمتع بالمزيد من الحقوق القانونية
والمدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للاجئين المستفيدين من الفرص
المحتملة في بلدان ثالثة.
إعادة التوطين :
لا يمكن للعديد من اللاجئين العودة إلى
ديارهم بسبب استمرار الصراعات والحروب والاضطهاد. ويعيش الكثيرون أيضاً في أوضاع محفوفة
بالمخاطر أو لديهم احتياجات محددة لا يمكن معالجتها في البلد الذي طلبوا فيه الحماية.
في مثل هذه الظروف، تساعد المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في إعادة توطين اللاجئين في بلد ثالث.
وتعرّف عملية إعادة التوطين على أنها نقل
اللاجئين من بلد لجوء إلى دولة ثالثة او أخرى وافقت على قبولهم ومنحتهم في نهاية المطاف
إقامة دائمة. تم تكليف المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بموجب نظامها
الأساسي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بتولي عملية إعادة التوطين كأحد الحلول
الدائمة الثلاثة. وتعتبر عملية إعادة التوطين من الإجراءات الفريدة من نوعها من حيث
أنها الحل الدائم الوحيد الذي ينطوي على نقل اللاجئين من بلد اللجوء إلى بلد ثالث.
مع نهاية عام 2018، كان هناك 20.4 مليون لاجئ ممن تعنى بهم المفوضية السامية للامم
المتحدة لشؤون اللاجئين في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يتم إعادة توطين سوى أقل من
واحد في المائة من اللاجئين كل عام.
لا يشارك سوى عدد قليل فقط من الدول في
برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئيين. في السنوات
الأخيرة، تصدرت الولايات المتحدة قائمة البلدان الأكثر استقبالاً للاجئين المعاد توطينهم،
تلتها بلدان مثل كندا وألمانيا والمملكة المتحدة وأستراليا ودول الشمال الأوروبي والتي
توفر عدداً لا بأس به من فرص إعادة التوطين سنوياً.
في عام 2019، قدمت المفوضية ملفات أكثر
من 81,600 لاجئ للنظر فيها من قبل بلدان إعادة التوطين. وكان من بينهم حوالي
29,700 شخص من الجمهورية العربية السورية و 19,000 من جمهورية الكونغو الديمقراطية،
و 5,900 من أفغانستان، و 4,400 من الصومال.
وقد غادر أكثر من 65,690 شخص إلى بلدان
إعادة التوطين بمساعدة المفوضية في عام 2019. واحتلت تركيا المركز الأول من حيث عدد
اللاجئين الذين غادروا منها (10,558)، تلاها لبنان (8,359) والأردن (5,501) وتنزانيا
(4,030) ثم مصر (3,995).
وتعتبر عملية إعادة التوطين من التجارب التي تغير حياة اللاجئين. وهي عبارة عن تجربة صعبة ومجزية في الوقت نفسه، حيث غالباً ما يتم إعادة توطين اللاجئين في بلد يختلف كلياً عن مجتمعهم ولغتهم وثقافتهم.
اضغط هنا للمزيد من التفاصيل عن معايير إعادة التوطين التابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين
الإندماج المحلي :
يعيش الملايين من اللاجئين حول العالم عاماً
بعد عام وأملهم يتضائل بالعودة إلى ديارهم او بلادهم الذين لجؤ منها. ولا يستطيع البعض
العودة نظراً لأن بلدانهم غارقة في صراعات لا نهاية لها أو لأنهم يخشون الاضطهاد في
حال عودتهم.
وفي الحالات التي لا تكون فيها العودة إلى
الوطن من الخيارات المتاحة، يمكن أن يوفر العثور على منزل في بلد اللجوء والاندماج
في المجتمع المحلي حلاً دائماً لمحنتهم وفرصة لبناء حياة جديدة.
يُعتبر الإندماج المحلي عملية معقدة وتدريجية
ذات أبعاد قانونية واقتصادية واجتماعية وثقافية تفرض متطلبات كبيرة على الفرد والمجتمع
المستضيف او البلد المستضيف. وفي الكثير من الحالات، يكون اكتساب جنسية بلد اللجوء
ذروة هذه العملية. وبحسب تقديرات المفوضية، فإن 1.1 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم
قد أصبحوا خلال العقد الماضي مواطنين في بلدان لجوئهم.
العودة الطوعية إلى الوطن :
ماتزال العودة إلى الوطن او البلد
الاصلي بالنسبة لملايين اللاجئين في جميع أنحاء العالم الأمل الأمثل في إيجاد حل لمحنتهم.
وبوصفها الحل الدائم المفضل لدى العدد الأكبر من اللاجئين، فإن العودة الطوعية إلى
الوطن بأمان وكرامة يتطلب التزاماً كاملاً من جانب بلد المنشأ للمساعدة في إعادة إدماج
أبناء البلد.
وعندما يتعلق الأمر بالعودة، فإن من أولويات
المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تهيئة الظروف المواتية للعودة الطوعية
إلى الوطن، وضمان ممارسة الاختيار الحر والمستنير، وحشد الدعم للعائدين. في الممارسة
العملية، تقوم المفوضية بتعزيز وتسهيل العودة الطوعية من خلال وسائل مختلفة، بما في
ذلك تنظيم زيارات تفقدية للاجئين وتجميع معلومات محدثة عن وطنهم ومنطقتهم الأصليين،
والمشاركة في أنشطة السلام والمصالحة، وتعزيز استعادة السكن والممتلكات وتقديم المساعدة
الخاصة بالعودة وتوفير الدعم القانوني للعائدين.